تقع سيول في قلب كوريا جغرافيا وتلعب دور عاصمة الكوريين لمدة أكثر من 600 عام منذ عصر مملكة تشوسون ( 1392-1910) وحتى الآن. ويسكن حاليا في سيول أكثر من عشرة ألاف مليون نسمة وتعد مركزا سياسيا واقتصاديا وثقافيا ومروريا وفي الوقت نفسه تعد مدينة تقليدية تحتفظ بأعداد كثيرة من القصور الملكية القديمة مثل قصور كيونغ بوك وتشانغ دوك ودوك سو والآثار والمعالم الثقافية القديمة. أما مقاطعة كيونغ كي المحيطة بسيول فتحقق حاليا نموا سريعا جنبا إلى جنب مع سيول وتضم بعض الآثار الثقافية القديمة على مستوى العالم مثل قصر هواسونغ بمدينة سووان.

أكثر من 80% من مقاطعة كانغ وون عبارة عن المناطق الجبلية وتضم هذه المقاطعة جبل سوراك الذي يعد أشهر الجبال الكورية. وفي الماضي، لم تلاحق هذه المقاطعة التطورات السريعة التي حققتها سيول ومقاطعة كيونغ كي بسبب حالاتها الطبيعية المكونة من المناطق الجبلية إلا انها أصبحت الآن مركزا ترفيهيا وسياحيا مستفيدة من الجبال والبحار الطبيعية فيها حيث تغري مقاطعة كانغ وون الكثير من مواطني سيول الراغبين في الهروب من الازدحام المدني والسياح القادمين من جنوبي شرق آسيا والذين يريدون التمتع برياضة التزحلق ومشاهدة الحقول المغطاة بالثلوج البيضاء.

أزدهرت في المقاطعة ثقافة مملكة بايكجيه الكورية القديمة ( 18 قبل الميلادي – 660) خاصة في منطقتي كونغ جو وبويو بالمقاطعة. ومن أروع الآثار الثقافية لمملكة بايكجيه مقبرة الملك موريونغ في منطقة كونغ جو ومبخرة "بياكجيه كومدونغ دايهيانغرو" التي تعد أجمل المباخر التي اكتشفت في شمالي شرق آسيا. أما مركز الاستقلال التذكاري في مدينة تشونغ عان بالمقاطعة فيتم فيه عرض مختلف المعلومات عن تأريخ استقلال الكوريين في فترة الاحتلال الياباني الإجباري ( 1910-1945). وتعمل مقاطعة تشونغ تشونغ في الوقت الحاضر على لعب دور مهم في نقل البضائع والسلع بعد إنشاء طريق الساحل الغربي السريع خاصة في ظل زيادة التبادل التجاري مع الصين.

تحتفظ مقاطعة كيونغ سانغ بتأريخ مملكة شيلا المشرقة التي استمر وجودها ألف عام ( 57 قبل الميلادي – 935) وتأريخ مملكة كايا السحرية ( القرن الأول قبل الميلادي – 562 الميلادي). وبصورة خاصة، تسمّى مدينة كيونغ جو عاصمة مملكة شيلا القديمة متحفا ضخما بحد ذاتها لانها تضم الكثير من الآثار والمعالم القديمة المشهورة مثل معبد بولكوك البوذي وكهف سوكول الصخري. وفي مقاطعة كيونغ سانغ الجنوبية توجد آثار يرجع تاريخها إلى مملكة كايا التي تزدهرت فيها ثقافة الحديد الباهرة. وفي العصر الحديث شهدت المقاطعة تطورا كبيرا في الصناعات الثقيلة مثل صنع الصلب والحديد وبناء السفن والسيارات والصناعة البتروكيماوية في مدن بوهانغ واولسان وبوسان وتشانغ وون وماسان وصناعة المنسوجات والأدوات الالكترونية في مدينتي دايكو وكومي.

تعد مقابر الدلمان أكثر أنواع المقابر الممثلة للعصر البرونزي ويوجد الكثير منها خاصة في كوريا من بين دول العالم. على وجه الخصوص، يتجمع عدد كبير من مقابر الدلمان في أماكن ضيقة في مدينتي كوتشانغ وهواسون بمقاطعة جولا واختارتهما منظمة اليونسكو لتكونا ضمن قائمة التراث العالمي. ومن ناحية أخرى، تشتهر مقاطعة جولا بأطعمتها المنوعة الشهية بما فيها طبق " جونجو بيبيم باب" وتعتبر موطن الموسيقى الكورية التقليدية " بانسوري". وتتعرض مقاطعة جولا التي اعتمدت في الماضي على الزراعة لرياح التحديث والتصنيع الإ انها تحافظ في الوقت نفسه على الثقافة الكورية التقليدية.

تتكون مقاطعة جيه جو من جزيرة جيه جو أكبر الجزر الكورية وعدد من الجزر الصغيرة المجاورة لها. ونظرا لموقعها بعيدا عن الأرض الأم جعرافيا فاستطاعت الحفاظ على لهجتها الخاصة ونمط حياتها الفريد. وجعلت طبيعتها الجميلة المتميزة بالبحار وجبل هالا من مقاطعة جيه جو معلما سياحيا مشهورا على نحو طبيعي. تمشيا مع رؤى جمهورية كوريا ( 1945- حتى الآن) تتحول مقاطعة جيه جو في القرن الحادي والعشرين مدينة دولية حرة يتم فيها دخول وخروج الناس ورؤوس الأموال بحرية ولهذا يستطيع مزيد من أبناء شعوب العالم زيارة المقاطعة للتمتع بجمال جيه جو.

تتميز مدينة بيونغ يانغ بتأريخها العريق حيث يوجد الكثير من الآثار التي يرجع تأريخها إلى عصر مملكة كوتشوسون أول دولة في كوريا ( 2333 قبل الميلادي – 108 قبل الميلادي) والآثار التي يرجع إلى مملكة كوكوريو ( 37 قبل الميلادي – 668) التي كانت أقوى الدول في شمالي شرق آسيا آنذاك. ومن أهم آثار مملكة كوكوريو قصر بيونغ يانغ الذي اختير ليكون من كنوز الدولة رقم 1 في كوريا الشمالية وقصر عانهاك كونغ ، كنز الدولة رقم 2 وعدد من الرسوم على جدران المقابر في عصر مملكة كوكوريو. ومدينة بيونغ يانغ عاصمة لكوريا الشمالية وتعد مركزا سياسيا واقتصاديا ومروريا ولهذا تعد مقاطعة بيونغ عان التي تضم بيونغ يانغ أكثر المناطق الكورية الشمالية صناعيا.

كانت مقاطعة هوانغ هاي تشهد تطورا اقتصاديا وثقافيا منذ القدم. وخاصة شهدت مدينة كايسونغ في المقاطعة والتي كانت عاصمة لمملكة كوريو ( 918-1392) لمدة خمسمائة عام، تطورا كبيرا في صناعة الحرف اليدوية بما فيها انتاج سيلادون كوريو والتجارة الخارجية المعنية. وفي عصر مملكة تشوسون شهدت ايضا تطورا كبيرا في صناعة الحرف اليدوية والتجارة. وفي الوقت الحاضر تشهد تعاونا اقتصاديا نشيطا بين جنوب وشمال كوريا من خلال إدارة وحدة كايسونغ الصناعية بمشاركة طرفي كوريا.

عندما انقسمت كوريا إلى الجنوب والشمال تم انقسام المقاطعة أيضا وتضم مقاطعة كانغ وون الكورية الشمالية الكثير من المناطق الجبلية وتتعرض للبحر الشرقي مثل نظيرتها الكورية الجنوبية ولهذا تتميز بوفرة الموارد المائية وتطور الصناعة المتعلقة بالسفن. على وجه خاص يوجد في المقاطعة جبل كومكانغ ( 1,638 مترا) المعروف على مستوى العالم وفي نوفمبر عام 1998 أصبح جبل كومكانغ أول معلم سياحي كوري شمالي يتم السماح للكوريين الجنوبيين بزيارته بعد مرور 50 عاما على انقسام كوريا.

تعد المقاطعة أكثر الأماكن الكورية الشمالية من حيث موارد الأشجار وتضم جبل بايكدو أعلى الجبال الكورية في شبه الجزيرة الكورية. وفوق قمة جبل بايكدو توجد بركة تشونجي الجميلة التي تم تكوينها نتيجة لتفجر البراكين ويعيش عدد من الحيوانات والنباتات النادرة في مختلف أرجاء الجبل. أما منطقة بونغ سان بمقاطعة يانغ كانغ ( مقاطة كيم هيونغ كوان الحالية) فهي موطن كلاب بونغ سان الكورية الأصل والمشهورة بشجاعتها منذ القدم.

تعد ثاني المناطق الداخلية الجبلية بعد مقاطعة يانغ كانغ في كوريا الشمالية ويوجد فيها الكثير من المعادن المفيدة مثل الزنك والذهب والبرونز لتصبح خزانة للموارد تحت الأرض في كوريا. كما تضم الكثير من الموارد الطبيعية مثل غابات الأشجار والثروات المائية. بالإضافة إلى ذلك اكتشف بعض المقابر القديمة التي يرجع إلى مملكة كوكوريو في مناطق عونبيونغ ري وسيمكوي ري وسونغ عام ري بالمقاطعة.

تعد أكبر منطقة من حيث انتاج المعادن في شبه الجزيرة الكورية وتتاخم الصين وروسيا وشهدت مقاطعة هامكيونغ الشمالية تطورا في صناعة التصنيع ومرافق الموانئ خاصة في مدينة تشونغ جين وتشهد تبادلا تجاريا مع اليابان والصين. وتوجد في المقاطعة أعداد كبيرة من آثار عصر مملكة بالهاي القديمة بما فيها آثار قصر تشونغ هاي تو والمقابر القديمة وجدران الأسوار.